22‏/05‏/2018

هل من الممكن أن تلتقي الأرواح ؟ أو أن تموت سوياً ~

لي عادةً ، أرجو من الله أن تكون حميدة.. وهي الكتابة قبل أن أشرع في كتابة مطلوبة مني. 
بمعنى ، إذا طلب مني تكليفاً دراسياً أو تقريراً مهنياً .. أجد نفسي في ملاذ الكتابة دونما أشعر .. 


الأرواح .. محظوظ من أستطاع أن يعرف لغتها.. و صمت حكمتها و بليغ أفعالها ..


الروح التي تحتوي جسدك الهزيل .. حتماً لها نصيب اللقاء و التلاقي والمحبة والتآخي مع الأرواح الأخرى.. 

أحببت جداً أرواحاً عدة تمنيت لو أني ألتقيتهم في الحياة الدنيا .. وما زلت أعتقد أن دعواتي بلقاء أرواحهم ستجاب يوماً ما من ربنا الكريم.. أحد تلك الأرواح هو العالم جون ناش.. 
أحب هذا العالم منذ أن قرأت عنه ، لعله كان أهم الأسباب من دخولي الخدمة الاجتماعية في مرحلة البكالوريوس أن أساعد أمثاله من المبدعين ذوي الفصام الذهاني الباناروي.. و الذي يمكن أن يقلب حياة الفرد رأساً على عقب.. أو أن يجعل الروح تعيش في حياة جديدة داخل الحياة الدنيا.. 
العالم جون ناش من أهم الذي ناظروا في المنافسة البشرية، ونظرية اللعبة لم تخطر في بال عالمٍ قبله.. 

العالم ناش الذي أستلم جائزة نوبل في علم الإقتصاد.. كان فخراً للسويد أن كرمت أمثاله.. لأنه يتحدث عن الفئة التي تعطي للعالم دون مقابل.. كان يعطي للعالم من علمه الزاخر مقابل أن يعيش فيه فقط.. لكي تبقى الشخصيات التي يراها في ذهنه حية ترزق. 

يذكرني بكل من هم حولنا.. يعطون للحياة ما يملكون و أكثر .. مقابل الحفاظ على سعادة داخلية مخبأة في داخلهم .. يخافون عليها الأختفاء من فرط البخل في العطاء للآخرين.. 

فيلم ( عقل جميل ) كان تحفة فنية.. أتمنى لكل طلبتي أن يشاهدوه قبل النقاش معي عن نواقص شخصياتهم التي تحدهم عن العطاء.. 

الذي يجعلك تنذهل هو وفاة الملحن جيمس هورنر في يونيو 2015  .. بفارق ثلاثة أسابيع من وفاة العالم ناش مايو 2015 .. الملحن جيمس الذي يجعل المشاهد يعيش فورة البهجة في أفكار العالم ناش.. و اكتئابه.. حزنه .. صديد أفكاره و لمعة جديدها.. على الرغم من حبي الشديد لهانز زيمر ملحن الأفلام الشهير و كذلك جون ويليامس الكلاسيكي .. لكن يبقى جيمس هورنر عازفاً على قانون المشاعر .. المشاعر الحزينة التي لا يطرب لعزفها سوى من عاشها و أعتاشها.. 




و كأن الاثنين اتفقا على أن يعطيا العالم ما يليق به من جمال.. و أختاروا أن يرحلوا سوية تاركين عبق الأثر و جمال الذكر .. 
لا شيء أعظم من الفن.. ولا يكفي للفن أن يعبر عنه الجسد الفاني.. بل هو قيثارة لا تجيدها سوى الأرواح .. هنيئاً لهم و هنيئاً لنا.. 





من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...