08‏/04‏/2018

كل عام و أنت بخير يا كتابي الأول ~

كل عام و أنت بخير يا كتابي الأول ( طريق صامويل سمايلز )
عامان منذ كتابتي لأول عقد تأليف مع دار ملهمون في عام 2016.

و في كل مرة يحول عليه  الحول ، أشعر برغبة في الزكاة عنه ، في الحديث عن الذي حدث قبل أن يتم طباعته.
عن أحتفالي به قبل أن يتجلى ، عن مخاوفي اتجاهه و محبتي له .. عن تعلقي و إفلاتي له ..

الكل يقرأ الكتاب ، يراه بعيوبه و مميزاته ولا يعلم ما حدث قبله سواي و من كنت محظوظة بمعرفتي به قبل أن تخرج صفحاته للنور.

الكتابة موجة مثل أمواج البحر، أما أن تركبها أو أن تتجاهلها و تتركها تنضم إلى باقي موج البحر الصافي ..
وكنت محظوظة أن أركب هذه الموجة منذ عام 2006 . كنت وقتها طالبة في الصف الثالث إعدادي.
كانت المدرسة قد استضافت أحد الموجهين التربويين و المدربين في التنمية الذاتية و الذين كانوا يتحدثون عن الأحلام والاهداف و غيرها من مفاهيم حركة العصر الجديد التي بدأها نابليون هيل منذ مطلع القرن الماضي.

تحداني هذا المدرب أن أحقق حلماً من أحلامي ، كان حلمي أن أكون كاتبة .. أن استغل محصول اللغة الذي اكتسبه من بذور الكتب و ينمو بداخلي دون إي انقطاع ولا تأثير من تصحر خارجي او داخلي. كان المدرب هو محمد العامري صاحب موقع النجاح بلا حدود ..


و منذ ذلك اليوم ، خططت .. قرأت و تعلمت و أنجزت الكتاب في مسودته الأولى و عرضته على معلماتي و إدارة المدرسة .. وتم تأخير طباعته أكثر من مرة.. كنت أعلم في قرارة نفسي أن الوقت لم يكن مناسباً لإطلاقه .. لذلك قررت التمهل و تركه على جانب الأحلام.. و التركيز على دراستي و أهدافي الأخرى.. كنت أدرك وقتها ان الاستثمار في سلة واحدة هو الحماقة بعينها.

في السنوات اللاحقة ، كنت أتزود من مستجدات كتب التنمية الذاتية و أراقب بها التطور الذي كان يحدث في وسائل الاتصال و الدورات التدريبية و غيرها من التوجهات التي طرأت على الكتاب و المدربين في هذا المجال
و في عام 2010 ، كان لي الشرف بلقاء العديد من الكتاب المخضرمين في بيروت 19 و الذين سبق أن تحدثت عن تجربتي معهم في تدويناتي السابقة.. وفي ذلك الوقت تذكرت كتابي و أختبرت ألتزامي بتحقيق هدفي. بحثت عن الكاتب عبدالله عبدالغني من الكويت الذي كان لديه برنامج خاص لدعم الكتّاب اليافعين

أنجزت الكتاب بحلته الأخيرة في عام 2012.. أرسلته للكاتب عبدالله المغلوث و أوصى به لدار مدارك للنشر.. أنتظار توقيع العقد من دار مدارك كان أشبه بانتظار درجاتك من أستاذ لم تدرك أنه انتحر قبل تصحيح ورقة أمتحانك. هكذا كان أنتظاري يختبر كل طموحي في تحقيقه. نواياي التي كانت تتضح مع كل تعلم ّ جديد.. لكنني لم أتخلى عنه .. لن تستطيع أن تقنع أحد بحلمك ما دمت تكفر به.

و من ثم ، أدركت أن مدارك لم تكن الخيار السليم لطباعة هذا الكتاب، و تجلت أمامي دار ملهمون التي كانت بمثابة الجائزة التي أستحقها لتمسكي و إيماني بهذا الكتاب. محمد قنديل ، صاحب دار ملهمون ، قام بتقديم كافة الدعم الذي كان مؤمناً أنني أستحقه.. شكراُ لك لأرسالك عقد الطباعة قبل عامين.. لا تعلم مقدار السرنديبية التي شعرت بها في ذلك الوقت..

الكتاب ، ليس كاملاً و ليس مثالياً .. الطبعات الأولى منه تحتاج لتدقيق لغوي مكثف.. و كانت هذه مسؤوليتي أن اعرض الكتاب على مدقق لغوي قبل إرساله لأي دار نشر. ولكنك لن تتذكر في تلك اللحظات سوى حماسك للإنجاز.. و إنجازك عندما ينجز..

ممتنة لكل من وقف بجانبي أو وقف أمامي.. لكل من أدرك أن كتابي يستحق وقته .. لمن رأى الجمال فيه رغم عيوبه الاملائية..
كلما أنجزت أكثر كلما أخطئت أكثر .. و هنا التعلم الحقيقي يكون ظاهراً أمامك..

اسأل الله أن يتقبل منكم أنجازاتكم ، أن يلهمكم الصبر و الحماس لتحقيقها ..

شكراُ يا كتابي الاول ..

















من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...