16‏/07‏/2017

حب على الطريقة البرزخية ..


أعيشكِ في المحلِ تيناً وزيتاً.....
وألبسُ عريكِ ثوباً معطر
وأبني خرائب عينيك بيتاً
وأهواكِ حياً، وأهواك ميتا........


كانت هذه قصيدة عبد اللطيف عقل ، بعنوان حب على الطريقة الفلسطينية. 

عجبت لما فيها من مفارقات ، و اشتباهات على العاقل بالجنون ..
كيف لك ان تبني من الخراب بيتاُ ؟ و من الموت حياة .. 

لكنه ممكناُ ، عندما ينسلخ عقلك عن التفكير في ما يدعوك للكراهية ، للغضب او الحقد او العنصرية. عندما تضع من الحب خرساناً يحميك من صقيع الوحدة. 
حين ترى ان الخرائب قد تصبح بيوتاً إذا وجدت من يعمرّها، من يجعلها ممكنة لأيواء المشاعر التي تحيا بالممات و تموت بالحياة. 

الحب على الطريقة البرزخية هو ذلك الذي تمضي بطريقه عاري القدمين وانت تدرك انه ما بين خطوة و أخرى تكمن الألغام التي تجعلك تتألم وتتعرى من اقنعتك في كل سقطة و تهدد إيمانك بوجوده في كل عثرة.   

هاوية .. كم هو سهل أن تكفر بها و البرزخ الذي يقودك لها .. 
لأنك تعيش حياةً تقليدية و تتوقع من الجميع الانصياع لظروفها..
وأنت .. تصدّق بالغيب حتى تراه أمامك يتجلى .. 


العقل الجمعي الحالي ، لا يدّرس الأطفال الحب بل يطعمهم الكراهية الغير مقصودة والتي سرعان ما تنمو فور استثارتها بأي ثورة او حصار او ضجر.. 
عقلاً مجتمعياً  يعطيك الملكية الحرة في أن تحوز ذاكرتك على ألف سبباً يجعلك كارهاً  و ملايين التسويفات التي تجعلك تهيم في الأرض باحثاُ عن ذاتك حتى تتبعك المنية .. و سبباً واحداً خفياً يجعلك تحيا الحياة قبل برزخها. سبب كان سبباً في وجودك في هذا الكوكب الفسيح.. هو الحب.. 

 طريق ، لا يحتاج لرفيق تمسكه بيدك بقدر إيمانك انك تمضي الطريق وحيداً لأجله.. 
هو ذلك الذي كتب عنه محمود درويش واصفاً ذاته او شيئاً أقرب لها  ..
  
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك







من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...