25‏/12‏/2015

ان تكون معلماً ، يعني ان تبقى متعلماً ..

شارف فصلي الأول في التدريس عبر انتسابي لبرنامج علم لأجل قطر لتنميه المهارات القيادية ان ينتهي..
وقد كان هذا الفصل بمثابة سنتين او اكثر من التعلم المكثف والعمل والانجاز اولاً بأول ..
كان جهداً صعباً بالنسبة لي ان اوازن ارجلي بين مركب الدراسة إلى مركب التدريس في رحلة بحر الحياة .. ولكنني كنت محظوظة بالوعي الكافي الذي ساعدني على ان اكون قادرة على تنمية مهاراتي و تغذيه عقلي بأكبر قدر من المعلومات التي تساعدني على ان اكون اكثر انتاجاً .. ليس فقط على المستوى الشخصي بل أيضاً على مستوى التأثير الطلابي ل ٦٠ طالبة اقف أمامهن كل يوم لأعلمهن عن الحياة قبل المنهج الدراسي ..

من اصعب من واجهته هو صدمة الوعي لدى الجيل الحالي من الطالبات .. اسئلة بسيطة جوهرية اطرحها عليهن مثل معلومات عن الانبياء و الرسل في ديننا الاسلامي فأتفاجأ بعدم الوعي و الرضا عنه ! ولكن الحياة دائماً في اتساع على مستوى الأفلاك في السماء اسأل الله ان يشمل في اتساع الكون اتساع مدارك الطالبات اللواتي انظر اليهن بنظرة الأمل قبل تقييم العمل.

كما انه من المجهد ان تقف امام طلابك لتعلمهم دروساً بدائية جداً في ما وصل إليه العلم الذي اطلعت عليه ، متعباً جداً ان اكتم المعلومات التي اعرفها عن موضوع معين حتى لا يصاب الطالبات التشتت الذهني الذي اصابني عندما كنت في اعمارهن ابحث لي عن قدوة تقدس العلم و تحلم بأن تكون مؤثرة ولو على مستوى بسيط ..

ان تكون معلماً يعني ان تلمس قلوباً قبل ان تشعل فتيل الفضول في العقول.. يعني ان تؤثر بالشخصيات قبل الدرجات .. واللفظات قبل الكلمات .. يعني ان تحرر الطالب امامك من كل قيود الخجل الذي تؤدي به الى الجهل.. ليست مهمة سهلة وليست لذوي القلوب الضعيفة ابداً .. كما سترون في الصورة ادناها ..




انضمامي لمنظمة علم لاجل قطر كان سرنديباً عظيماً ، والاعظم انني كلما احسست بالوهن من العمل اليومي في المهام المكتبية التي تكتب تحت توصيف عمل المعلم .. وكلما قررت ان اتخذ لنفسي طريقاً اخر .. ارى ان الهدايا القدرية تنهال علي.. اما ببطاقة حب و تقدير و امتنان من طالباتي تتتسم بالعفوية و المحبة و الاعلان ان القلوب قد فتحت لي بفضل الله و العقول تستعد لأن تثار من الافكار الجديدة و هذا ما أهدف إليه .. او بمفاجأه محبة من الزميلات الرائعات في قسم العلوم بمدرسة رفيدة الاعدادية للبنات .. والتي تعزز لدي فكرة ان النوايا السليمة تتجاذب .. واخرها عندما قررت بيني و بين ذاتي و بمشاورة احد زميلاتي ان اتخذ طريقاً اخر بأسرع مما خططت له .. اجد ان اليوم التالي اعطى اجمل الورود من ادارة المدرسة و تعطى لي الفرصة ان اكون سبباً في تحفيز الطالبات للبحث العلمي عبر تسليمي مقعداً في لجنة التحكيم للبحث العلمي على مستوى المدرسة .. كان شيئاً عظيماً ان ارى ان القدر يخاطبني في البقاء في هذا الطريق حسبما خططت له .. لعل الاثر القادم اعظم مما تمنيت و توقعت ..


من اعظم اللحظات في يومي الدراسي هو عندما اكون مع طالباتي في حصص الاحتياط ، هنا يكون عقلي متسعاً اكبر اتساع دون خطة دراسية ولا توتر من اجل الوقت او غيره .. هنا تكون اعين الطالبات في لمعة الباحث عن الحقيقة هنا الانتباه لا ينقطع دقيقة واحدة ولا ثانية .. هنا الاستمتاع بكل ما اعطيه من معلومات ..

كانت اعظم الاسئلة التي طرحت علي هو " من اخترع العلم " وكان جوابي هو ان العلم وجد منذ بدء الكون بكلمة كن من الله تعالى .. وايضاً اعلم خلق الله تعالى كان ابونا ادم الذي علمه الله تعالى الاسماء كلها .. والاسماء ليست محصورة في التي تطلق علينا بل هي كل العلوم التي يعاد اكتشافها من جديد و الافتخار باننا اخترعناها وهي اساساً موجودة تنتظر من يلتفت إليها و يعطي لها قيمة .. لذلك هناك مقولة شهيرة في اواسط المفكرين " من بعد ادم ما في شيء جديد "

السؤال الاجمل ، هو ان تطرح احد الطالبات علي .. هل نستطيع السفر عبر الزمن !! كان جوابي ممكن و لدي في ذهني الاف الاثباتات العلمية على امكانية السفر للمستقبل .. حسب النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين .. اسئلة بسيطة يطرحها عقلاً لم يصبح إلى الان مبرمجاً او مقموعاً في العقل الجمعي الاستهلاكي للمنطقة التي نعيش بها ..




التغيير في واقع التعليم في قطر لن يكون بنكران السلبيات و تلميع الايجابيات . سيكون بأن نصنع واقعاً يليق برؤيتنا
ان نعمل لأجله باتخاذ قرارات افضل في كل لحظة و كل يوم و كل فصل دراسي ..
وفي ظني ان مهمة التغيير ليست بالتسرع .. بل هي بما كان دائم حتى وان كان قليل.. لقول رسولنا الكريم معلم البشرية
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ) رواه البخاري


ممتنة لمنظمة علم لاجل قطر التي تعطينا كمنتسبين كل الدعم الذي نحتاجه لان نواصل المسير و تحقيق اهدافنا لطلابنا .. الدعم كل كافة المستويات النفسية و العملية و التعليمية .. لكل الزملاء في هذه المرحلة و الخبراء الذين يعطوني الضوء الذي ارى به طريقي..

ممتنة لأستاذي صلاح الراشد ، الذي يكرمني بأن اكون طالبته في الاكاديمية الدولية للتنمية الذاتية .. وجودي في هذه الاكاديمية هو قفزة في الوعي الذي اعيشه ..

ممتنة للمعلمات اللواتي ارى وجوههن كل يوم اعيشه في المدرسة .. وهن يقابلوني بقبولهن بوجودي بينهن و اعطائي فرصة ان اكون جزء من رحلتهن ..

ممتنة للصديقات اللواتي يتحملن غيابي ، و يقدرن ظروف العمل الجديد و الذي ابعدني بعض الشيء عن التواصل الدائم الذي كنت احرص عليه يومياً ..

ممتنة لكل من اهداني كتاباً او معلومة او نصيحة ساعدتني لأن اكون شخصاًافضل .. لكل من يعيش في واقعي ..


“واعلم أن أرفع منازل الصداقة منزلتان : الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسئ إليك ، ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسئ إليه .

وأنت لا تصادق من الملائكة ، فاعرف للطبيعة الإنسانية مكانها فإنها مبنية على ما تكره ، كما هي مبنية على ما تحب ، فإن تجاوزت لها عن بعض ما لا ترضاه ضاعفت لك ما ترضاه فوق زيادتها بنقصها ، وسلم رأس مالك الذي تعامل الصديق عليه .” 
― مصطفى صادق الرافعيالسحاب الأحمر

من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...