30‏/11‏/2015

التعليم المسالم ، السلام التعليمي و اشياء اخرى ..


كلمة السلام، أبعد من معناها اللغوي العربي وهي تعني الامن والأمان، وأبعد من معناها المعنوي الذي جعلها تحية أهل الكتاب من المسلمين و المتحدثين بالعربية من المسيحيين و اليهود أي انه لا عداوة ولا بغضاء و لا غيره من الأذى لكم مننا.. بل انها إيضاً منهج انساني يناقش فطرة بني آدم في المصالحة حتى مع المخالفين كما علمنا كتاب كافة الازمان .. القرآن (فاصفح عنهم وقل سلام) . إلا اننا نجد في الاحداث المعاصرة نبذاً واستخفافاً بمبدأ السلام بل انكار وجوده على المستوى الفردي و الجماعي والمجتمعي و كأنما هو من أساطير الحكايات و الخرافات. بل حتى هذه الحكاية الأسطورية عن السلام لم نعد نجدها في رفوف مكتبات المدارس او بين احداثها اليومية.
ولأن المدرسة هي مؤسسة التربية الثانية بعد بيت الأسرة ، كما تخبرنا مدارس علم النفس التربوي فهي تشارك في تخريج صانعو السلام او قادة الإرهاب في هذا العالم المتكامل.. وما كانوا هؤلاء سوى طلبة في هذه المدارس وما هو أدراكهم عن الحياة سوى نتاج لما عاشوه فيها.. وما هي هذه الكوارث البشرية و الطبيعية سوى من نتاج عالم الانسان الداخلي المكوّن من مشاعر و أفكار و الذي يأثر في العالم المتجلي في ادراكنا و وعينا.. فقد اثبتت أبحاث الكوانتم انه كل انسان مننا يعتبر مرسل و مستقبل لذبذبات الاخرين بأنواعها. بل انه اثبت علم geopathic stress  انه هناك علاقة وطيدة بين مشاعر الناس بالسلام او الكراهية و بين الكوارث الطبيعية والبشرية التي تصيبهم. (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) وهؤلاء الطلبة ان لم يذوقوا طعم السلام ، نكروا وجوده و تسببوا في تدعيم نظرية الفوضى البشرية.
يمكننا ان نساهم في إرساء السلام عندما ندرك القواعد التالية ونعمل على أساسها :-
1-    ان السلام الداخلي هو أساس السلام الخارجي، وأن أي شعور نشعر به تجاه انفسنا يؤثر بمن حولنا و العكس صحيح و لا يمكن تغيير الاحداث حولنا سوى بتغيير افكارنا و مشاعرنا تجاه انفسنا اولاً ثم يصبح حب الاخرين و تمني السلام لهم شيئاً تلقائياً . و كما قال الله تعالى السلام ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
2-    ان الطالب يتأثر بالعقل الجمعي و يؤثر به ، و عالم سيكولوجية الجماهير غوستاف لو بون يؤكد انه اغلبية الطلاب في المدارس يأخذون ادواراً لا شعورية في مسرحية المجتمع و أن تغيير دور لممثل واحد من الطلاب كفيل بتغيير مجرى سيناريو المجتمع بأكمله تماماً كما تأثير الدينامو
3-    ان السلام سيبقى موجوداً و اضداده أيضاً ، لأنه منذ بزوغ التاريخ و الانسان في صراع مع أخيه الانسان. ولكن الحكمة في ما يركز عليه الفرد و ما يعززه وما يعمل لأجله و يسخر طاقته الذهنية لزيادته في حياته و التحدث بمبادئه و استشعار روعته.
4-    ان العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم  كما قال رسولنا الكريم و أضيف على ذلك أن السلم بالتسلم ، و الكلمات السابقة على وزن تفعّل إي اصطناع الشيء حتى يصبح حقيقة. و ان تعلم الطلاب لسلوكيات السلام وان كانت على مستوى التسامح في طابور المدرسة كفيل أن يجعلها عادة مبرمجة مرسوخة في اذهانهم و مترجمة في سلوكياتهم و ادراكهم للحياة.
5-    ان أول الخطوات هي أصعبها ، و اجدد الأفكار هي أعقدها . هذه القاعدة تنطبق تماماً على من يتحدث عن مبادئ السلام و انماطه في وسط عراك عنيف في احد المدارس الإعدادية. ولكن كلمة الحق تبقى دائماً مباركة و العبرة دوماً في القليل الرواحل كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم " الناس كأبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة"
6-    ان الجزاء من جنس العمل ، ليس فقط حديثاً يحفظه طلبة الثانوية العامة في مادة الشريعة الإسلامية، بل انها تأكيد على ان الطالب الذي يضرب زميله ، سُيضرب يوماً ما ومن يفشي السلام في محيطه ، سيضاء له في احلك الأوقات.
7-    كما هو حقنا في الايمان بالشياطين التي هي ليست من اركان الإيمان الحقيقي ، حقاً علينا ان نؤمن بملائكة السلام وهي ثاني اركان عقيدتنا الإسلامية المسالمة.
ان القواعد السبعة التي ذكرتها سابقاً مبادئ كونية وإن كانت مدعمة في هذا المقال بالشريعة الإسلامية ، إلا ان قواعد الروحانية و فنون الحياة التي كتبها أمثال ايستر هوكس و إكهارت تول و ماكتاغريت و الراشد و داير و غيرهم كلها تحوم حول هذه المعاني السامية التي لا تعرف ديناً محدداُ ولا شريعة موحدة.

في ختام حياتنا و صلواتنا ، نتمنى ان نقول السلام على شقي الحياة اليمين الإيجابي و اليسار السلبي.حتى نكون من المستحقين عند الله تعالى كما ذكر في كتابه (لهم دار السلام عند ربهم)

من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...