21‏/08‏/2015

الاحلام ، الانسجام .. مقياس " مي " للإلهام

الالهام ، الاحلام و الانسجام .. 


سألت نصفي الثاني ، ماذا تودين أن اكتب .. فقالت لي .. تحدثي عن الإلهام و عن الاشخاص الملهمين في حياتنا .. 
لم استغرب هذا الموضوع منها ، فكل إناء بما فيه ينضح .. هذه النصف هي أكثر الشخصيات إلهاماً بحياتي .. الاشخاص القادرين على رؤية التغاير في الأمور .. الأبيض في اعماق السواد .. النور في عتمة الظلمة .. هم وحدهم القادرين على إلهامنا و على صنع الاحلام الجميلة لنا و على الشعور بإنسجامنا .. 

أؤمن اننا ولدنا جميعاً علماء ، وفي كل منا غاية يحققها في الأرض ، لكننا نضيعها عندما نستسلم لفوضى الاخرين و الاختناق الذهني بأفكارهم .. والمحظوظ فينا من يجد الإلهام و التذكر الحقيقي لغايته التي وجد على من أجلها .. من يحصل على الإلهام اولاً هو الشخص الملهم .. الذي ينير للآخرين الطريق لأن يجدوا ألهامهم .. بأنفسهم 

الملهمين ، من وجهة نظري لديهم العديد من الصفات .. و أطبقها على مقياس " مي " للإلهام .. والذي أقيس به الألهام في من حولي.. و تنقسم صفاتهم إلى داخلية و خارجية .. داخلية تنبع من ذاتهم لذاتهم او من الخارج لذواتهم .. و خارجية من ذاتهم للآخرين .. او من الآخرين للآخرين .. صفات لو اجتمعت ..  كانت ارضاً خصبة للأفكار الملهمة و الإلهام الذاتي الخارجي .. 

الصفات الذاتية - ذاتية :
أولها الإيجابية .. ليست بمعنى النظر إلى الامور بسذاجة مثبطة و القناعة الوقفية .. بل هي القدرة على ان ندرك السلبيات و لكن نختار ان نكون إيجابيين بيننا و بين أنفسنا .. فلا نعطي الأمور دراما اكثر او أنتباه سلبي أكبر .. 
ثانيهما ، الامتنان .. للحياة و العطايا الالهية اللامنتهية .. القدرة على الامتنان لأبسط الامور قبل أعظمها .. هو المفتاح السري الذي يجعلك قابل لأن ترى الإلهام الحقيقي في الحياة و تنير به غيرك .. 

الصفات الخارجية - ذاتية : 
الجمال .. بمعنى القدرة على تقدير الجمال واختياره والامتنان لأجله .. و تقديس وجوده في ابسط تفاصيل الحياة سواء كانت روحية او مادية .. الجمال الذي لا يرضى سواه الملهم .. هو الذي يجعله قادر على إلهام غيره عبر حواسهم .. وأهمها بالطبع هو البصر .. 
التجديد و التغيير .. لا يصح بالملهم ان يكون جامداً ، فالله يغير اجسادنا بأكملها كل ستة اشهر .. كل خلية في جسدنا تتغير و تتبدل و نحن لا ندرك .. إذا بقيت عقلية الانسان كما هي لفترة 6 اشهر ، فهي السبيل لحجب الالهام و تغظية نوره .. 

الصفات الخارجية - خارجية
الجاذبية .. ليست بصورة الجسد المثالي او العقل الاذكى او القلب الاكثر رحمة .. بل هي قدرة هذا الشخص على التعرف على الناس و ترك الاثر الطيب لديهم .. وعدم خسارتهم بشكل سلبي .. ليس المهم ان يكون معروفاً لدى الجميع .. لكن الاهم ان يحبه الذين يعرفونه و ينجذبون لطاقته النقية السليمة .. 
الكرم .. الملهمين كرماء .. و استعرضوا بأنفسكم كل سير الشخصيات المهمة في التاريخ و ستجدون انني محقة .. الكرم ليس فقط بالمادة بقدر ما هو بالإحساس والتقدير والحب والعطاء مع الاخرين .. بالافكار والمشاعر و الدعاء و الوقت و الجهد .. الملهم شخص قريب من الناس كقرب أرواحهم .. لذلك تكون افكاره قريبة منهم لطيفة عليهم .. 

الصفات من الاخرين - للآخرين
التقدير .. يقدر الملهمون جهود الاخرين و يرون بها الجمال الذي قد يجهلوه اصحاب هذا المجهود ، يقدر الملهمون اجتهاد الاخرين حتى و أن اخطئوا .. يلحظ الملهمين الاحلام التي تستحق ان تكون واقعاً و يقدروا احتفاظ اصحاب الالهام لهذه الافكار و نشرها.. 
الاحترام .. احترام الاختلاف قبل التشابه ، احترام المخلوق قبل الاخلاق .. احترام الافكار قبل العقل والمشاعر قبل القلب.. الملهم لا يكون ملهما ً بأخلاق دامثة بل بقدر اخلاقه العالية التي تساعده على الوصول للآخرين و التأثير في مجرى حياتهم ، حتى و أن لم يكن يعلم .. 


شكراً .. لكل من ألهمني يوماً ما .. ان اكون ذات احلام كبيرة .. و أنسجام أكبر .. 


اللهم علمنا ما ينفعنا ، و انفعنا بما علمنا و زدنا علماً و تعلماً . . 



من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...