02‏/04‏/2015

العبادة الحقيقية ..







من ابرز افكار الابحاث التي تراودني في كل حين ، منذ اكثر من عام .. هو فائدة الامتنان .. هل هو حقيقة او انه فلسفة تصوفية كما قرات في قواعد العشق الاربعون ، او انه فكرة تسللت إلي من كلمات محاضرات الدكتور صلاح الراشد و اخرى من موقع TED  التي ازورها كل حين ..

هل حقاً يؤثر الامتنان ؟ هل من الممكن اعتباره وسيلة لتزكية النفس والآخرين ؟ هل من الممكن ان يسهل علينا حياتنا و افكارنا و طرق تعاملنا مع الحياة ؟
هل هو حقاً سر النجاح و الكثرة والعطاء ؟ كما سمعت في محاضرة عدنان ابراهيم عن قصة المليونير والملياردير ؟

هل الكتب التي تطرح اهميته و فائدته هي عبارة عن تجلي خاص بنظرة الكاتب او انها حقيقة لا اعتراض عنها سواء امنت لها او لم تؤمن ..

اذكر انني قبل سنة شكرت اختي العزيزة تهاني المري ، على تنظيمهم فعالية  TED-X QU و اخبرتها برغبتي في التحدث عن الامتنان في دورته القادمة .. و اذكر انني في اول سنواتي الجامعية احتفظت بكتاب صغير ادون فيه امتناني كل يوم ..

كلما شكرت زيادة ، ولو كان شكري لجهاز الطابعة في مكتب الاخصائيات الاجتماعيات في مدرسة البيان والذي اشعل ضحكة زميلاتي كلما امتنيت لها .. وجدت ان سبل التوفيق و البركة تفتح لي بأتساع أكبر حتى لو لم اخطط لها ..
بمعنى ان الامتنان هو حسن الظن بالله في طريقة خفية ..
ان نمتن يعني أن نشكر الله على توفيقه لنا مهما كانت عقولنا السطحية تنظر للفرص والخبرات
ان نشكر يعني ان نثق في قدرة الله .. ان يكون داخلنا منسجم مع خطة الكون لنا ..
ان نختار الحب والسلام والأمان الداخلي .. قبل ان نبحث عنه في زوايا الدنيا و دهاليزها ..
ان نعلم ان الخيرة دوماً في ما اختاره الله ..
ان تكون ذبذباتنا إيجابية مسالمة مرتاحة ، تنسجم مع كل ذبذبات الكون بمختلف مخلوقاته و كواكبه و ارواحه التي ندركها ولا ندركها ..
ان نقرأ قوله تعالى " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " في سورة ابراهيم ، منهجاً نتعامل به مع كافة معطيات الحياة ، فلا نكفر بالعشرة او المعروف .. ولا النعمة ولا التوفيق الذي لا يأتي من سواه سبحانه و تعالى فهو الذي خط القدر بالرحمة لا بالجبروت ..

من رأيي ان الشكر اعظم من الاعتذار ، بل هو ارقى واسمى ..


هذه التدوينة اهديها للدكتور عدنان ابراهيم ، عسى ان التقيه يوماً ما .. شكراً لك على وجودك و عطائك الفكري..
في هذا قال الكاتب وليام بليك المؤمن بفكرة روحانية الامتنان ،  في امتنانه لتلك الزهرة المزروعة في حديقته ..
"عندما ترى الدنيا في حبة رمل و الجنة في زهرة برية فكأنك تحمل السرمدية بين أناملك و تعيش الخلود في ساعة زمن ."


شكراً لك ربي .. على هذه الحياة الطيبة
على هذا التوفيق الذي تغمرنا به.. رغم تقصيرنا و نقصاننا البشري
شكراً لك على الفرص التي توضع في دروبنا و على الطاقة التي انعمت بعا علينا على أكمال المسير
شكراُ .. على الهدايا الربانية المتجسدة في الاشخاص الذين يسخرون لنا في كل مرحلة من حياتنا ..
شكراً .. على التقدير الذي نحظى به و يمتعنا و يريحنا و يعطينا دافعاُ اقوى لأن نكون اكثر افادة للبشرية ..
شكراً .. على التفكير المتجدد و القدرة على التغيير و التجلي الذي نحظى به عند تحسين دواخلنا ..
شكراً .. على كل التجارب المؤلمة التي تعطينا فرصة للتفكير في ما بقي لدينا .. فيتعاظم ما لدينا و ننسى ما فقدناه ..
شكراً .. للأجوبة التي نحظى بها ، تأتينا على شكل صدف غير متناهية .. دونما ان نتعب في البحث عنها .. على حساسية المعلومات في طاقة الجذب الذي اودعتها في عقولنا و الراحة في قلوبنا
شكراً .. على الرزق الذي يتضاعف كلما شكرناك .. وما شكرناك ربي حق شكرك ..

شكراً آلهي ... ولأنك المنعم في بداية الحياة ، و انت الرازق في اواسطها و انت الراحم في نهايتها ..



من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...