02‏/08‏/2014

صناعة الحياة .. ~

كنت محظوظة و مباركة في سنوات مراهقتي ان اكون جزأ من جماعة فيها اخوات من ريحة الجنة ,
 بحب الخير و التعاون و الاخاء على طاعة الله و الانجاز في سبيله ..
 كانت جماعة فتيات صناع الحياة وهو المركز الاخوي التطوعي الذي بأسم ملتقى فتيات الدوحة حالياً .. بقيادة استاذتنا حورية العجمي ..
 هذا الجمع الطيب كان وقاية لطاقتنا من الهدر و مزرعة خصبة لمواهبنا و بوصلة لأهتماماتنا ان لا تضيع في التوافه و السطحيات
خصوصاُ في سن المراهقة مع الطاقة العالية و الحماس المخيف المهدد لكل أم و أخت تخاف ان تضيع هذه الطاقة في غير الطريق السليم .

بدايتي مع هذا المركز كان منذ عام 2005 و تعرفي على أستاذة حورية العجمي التي كانت ترى فيني ما لا أبصره . على رغم نشاطي الزائد في الصف الثاني اعدادي و انشغالي في كل شيء إلا المفيد ، و يشهد على ذلك كل من كان يعرفني انني استنزفت المراهقة في تلك السنة .. لكن استاذة حورية كانت تمارس اسلوباً تربوياً بعيد المدى و يسمى علمياً بتأثير بجماليون و هو انك ترفع توقعاتك من الشخص حتى يتبرمج انها واقعاً في حياته و مصيره ناجح و باهر كما يتوقع الاخرين منه . صدقاً لم يمتد تأثير استاذة في مرحلة الاعدادية كما فعلت هذه التربوية .. كانت تتحدى أقصى قدراتي وتسعى دائماً لإبراز افضل ما بي .. رغم ان كل ما كنت اقوم به كان يعطي نظرة سوداوية عن مستقبلي الطلابي ، لكنها كانت تعلم ان لي نقاط قوة لم اكتشفها لأنني لم اخرج من منطقة الراحة التي تبنيها لنفسها أي فتاة مراهقة . بمعنى ان تكون شقراء الخيل التي تمضي مع الصرعة و الشعبية في مجتمع الدراسة الطلابية. كانت تلمح بي شخصية قيادية و قريبة من الطالبات و منتجة و سأكون يوماً ما شيئاً يشار إليه بالبنان .. و انتهت تلك السنة الدراسية ولم تظهر ملامح البنان التي توقعته مني ..

و مضت الأيام حتى ، و افتقدت تلك الاستاذة التي رافق استقالتها تغيير شامل لإدارة المدرسة التي كانت من الفوج الثالث بالمدارس المستقلة و التي كانت ادارتها من الممكن ان تكون بيد مدير " رجل " و لكن رجع المجلس الأعلى لصوابه بعد ذلك << تفاصيل لا يفهمها سوى خريجين المدارس المستقلة في دولة قطر

ولكنني في السنة التي تليها ، عمل السرنديب معي بدأً من كتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد الذي غير نظرتي و لحظاتي وكان كما كتب في غلافه " اذا تود ان تقرأ كتاباً واحداً  في المئة عام القادمة فليكن هذا "
لمن اراد ان يشتريه هو متاح على هذا الرابط و متوفر في مكتبات جرير و مكتبة الامة للصوتيات في شارع الغرافة في سوق الهواتف و الالكترونيات . وضعت اول رؤية لي في حياتي و همي فيها ان اتخرج من الثانوية العامة بتفوق و ان ادخل تخصص علم النفس و احصل على دكتوراة في هذا المجال و أن اؤلف كتب تنموية و تطويرية ..تحقق الهدف الأول ولله الحمد و تغير الهدف الثاني ام الثالث فهو قريب الاكتمال ان شاء الله .



بدأت الدنيا تفتح أمامي طرقاً مختلفة و تضع امامي فرصاً للانجاز عظيمة و كبيرة و لن انسى ذلك اليوم الذي دخلت به إلى الصف لأجد منشوراً معلقاً في حائط المدرسة عن برنامج صيفي لفتيات صناع الحياة في عام 2008 .. وما أدراكم ما فتيات صناع الحياة المميزات اللواتي تحت قيادة الاستاذة حورية التي اسميها " كانون التميز " وفي هذا اللقب معنى باطن وظاهر حيث انها تذكرني بالمحقق كونان الذي يكتشف المجرمين من رائحة ادلتهم إلا انها تميز الخبيث من الطيب ولو تعطلت حواس المجتمع لملاحظته خصوصاً مع المراهقين و الطلبة في هذا الوقت .
تعرفت في هذا الجمع على خيرة الصديقات اللواتي تشرفت و ما زلت احمل الشرف اننا قد تجمعنا على ذلك الخير و انجزنا و حلمنا و افدنا و استفدنا منهن ، كان المنتدى يضج بأجمل التقارير في ليالي الصيف و كان قضاء يوم معهن في ورشة تدريبية او محاضرة يغنيني عن كل السفر الذي اتمناه في كل صيف ..

كل الشكر الأول للاستاذة حورية العجمي مديرة مركز فتيات الدوحة حالياً التي علمتني ان كل شيء مع الصحبة الصالحة اجمل و أرقى ، و يشهد الانجاز ان جميع هؤلاء الطالبات اللواتي تخرجن من مدرسة المراهقة بوجود حورية التميز قد ارتقين في باقي درجات حياتهن ، ، لان الله اصطفاهن بأن يكن من الرواحل .. و للرواحل رحلة عامرة نسأل الله ان نكون من الذين عملوا في ما تعلمنا منها ..

وهذه بعضاً من صور الذكريات و الانجاز .. اهديها لكل زميلات صناع الحياة وبالأخص لأجمل مشرفة و صديقة و اخت سبأ اليهري و اخواتها الغاليات اروى و بلقيس و فاطمة ادامكم الله اخوات للجنة ان شاء الله و جمعنا وأياكم عالخير دائماً .. فخورة بمعرفتي بكم ..


















































 وهكذا كان ترتيب انجازاتنا و خططنا في اسرة الشموخ



















تقبل الله منا تلك الجهود و ألهمنا الثبات على طريق الانجاز و التأثير في الحياة ، فالأنجاز الحقيقي هو الاستمرار في ان تكون مؤثراً لا أن ترضى بالتأثير وحده ..

كل تحياتي لكم ..
صانعة حياة ..






من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...