01‏/09‏/2013

تخيل أن لا شيئ يتغير ...

فازت هذه المقالة بفضل من الله تعالى بجائزة أفضل مقال لشهر اغسطس 2013 في جريدة الراية ..

تخيل لو أن شيئاً لا يتغير ..

تخيل لو ان لا شيء يتغير ، لا جسدك يتجدد ولا روحك تتموج و لا حتى عقلك يستنير .. تخيل لو ان تفكيرك بقى مثل ما هو وتعليمك استقر لمرحلة ما قبل الابتدائية و أن سريرك بقى مهادك الأول ولم تغيره.. ماذا سيحدث؟ ستنعدم الحياة لا محالة. او انك تأكل ذات الأكل كل يوم ولو كان فاخراً فإن روحك وطبيعتك البشرية سيصابها الملل.
التغيير سنة من سنن الكون وحدها الأشياء الميتة لا تتجدد  ولا تتغير , حتى ان الأموات من الأنسان والحيوان والنبات تتحلل جزيئاتهم وتتغير وتتحول , وهو  مستمر حتى قيام الساعة وما بعد الآخرة من جنة ونار هو الخالد بأذن الله تعالى.
لو تأملت حولك لوجدت التغيير واقع وان كان متناهياً بالصغر , وتقدم الامم مرتبط بسرعة مواكبتها للتغييرات فأن التغييرات البطيئة على مستوى الفرد او الجماعة او الأمة تعتبر تأخراً و المواكبة بل صناعة التغيير هو ما يمنحنا كأشخاص فعالين زمام الأمور يقول الله تعالى " لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر " سورة المدثر الآية رقم 37 . إي ان التغيير حاصل ولكن اتجاهه هو المختلف اما للأمام او الخلف.
يقول الفيلسوف اليوناني هرقلطيس ان "التغيير هو الشيء الوحيد الثابت"المقصود هنا بالتغيير ليس التخلي عن المبادىء والقيم بل انه في تجديد القشرة لتهوئتها كما يزاح الغبار عن الأسطح , والغبار يطال كل شيء فهو متناهي الصغر وسيصل ، ان تجاهلته لأكوام كبيرة تشكل كثباناً رملية ستعيق حركتك وتجديد حياتك .علاقة ذلك بصورتك الذاتية انك بحاجة لعمل تحديثات على افكارك وملامح صورتك لأن اليوم ليس الأمس وحتى وجهك الواقعي في كل لحظة يشيخ ويكبر لذلك لما توضع الأقفال على عقولنا فتنكمش آفاقنا وتحدنا من التقدم والتطور .
نحن امة عظيمة لكن المشكلة اراها في الخوف من التغيير الذاتي الذي هو السبيل لتغيير حال الأمة الراكد والزاوية السلبية التي ينظر بها للتغيير على انه شيء مضر في جميع الأحوال , في وقت يكون التغيير في الفكر و النظرة الذاتية هو السبيل لتحول الحال إلى الأفضل لقول الحق تبارك وتعالى

  إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"  سورة الرعد الآية 11 


وحال المجتمعات والبلدان لن يكون أفضل سوى بشعلة تغيير والمسلم الحق هو الذي يهتم بتغيير ذاته وأصلاح احوال مجتمعه وأمته .
فالتغيير المقترن بالإصلاح هو واجب نابع من دين الإسلام لقوله تعالى

" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون الناس بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله" سورة آل عمران:110

تكمن اهمية التغيير في ان تستطيع ان تدرك ملامح صورتك الذاتية وتغييرها ان احتجت, فالجرح في قلبك تستطيع ازالته من صورتك الذاتية وكذلك القفل في عقلك تستطيع فتحه بأفكار جديدة .


أذا أردنا التغيير في أحوالنا بشكل عام هناك بعض النصائح الفكرية اود مشاركتك بها :-


1-   التخلي عن فكرة الطبع يغلب التطبع عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ : " إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَنْ يَتَوَخَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ
2-   اسلك طرقاً مختلفة لأهدافك ان لم تكن الطرق الحالية تنفعك
3-   قف معيناُ مع نفسك وتساندها نحو التغيير, بأن تذكرها دوماُ بالنتائج الطيبة التي ستجنيها في حال إتمام هذا التغيير وأن كان بطيئاً .
4-   اخطو الخطوة الاولى و توكل على الله و أطلب منه المعونة و الثبات ,حتى تعتاد على نمط حياتك الجديد والتغييرات الجديدة بطريقة أكثر راحة مع الوقت .









"

من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...