كيف تصبح أقوى شخص بالعالم .. ؟؟؟

في عالمنا السريع المعاصر , تتزاحم اشغالنا و تستزف طاقاتنا و قوتنا في كل حين ، ولكن مالذي يترك بعضنا يتهاوى من الظروف والآخر يقوى و يصمد ؟؟ 

انه سؤال أزلي لا مانع من طرحه على اذهاننا في كل حين والمهم ان نفكر في معنى القوة الحقيقية في حياتنا اليومية  .. 

مالذي يجعلني اقوى شخص بالعالم ؟ 

هل هو الذكاء ؟ ام المال ؟ ام الصحة ؟ او شيئاً أخر ؟ 

لنطرح ما ذكر في القرآن في شأن القوة 

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة القصص في قصة سيدنا موسى مع صاحب مديّن 
 {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص: 26] 
ودل بالقول أن الأمانة هي حصانة القوة و الجبروت التي ينتاب الأنسان فور شعوره بالقوة بعد الضعف . 

نأتي إلى سورة النمل و فيها كنوز القوة لقوله تعالى 

في قصة سيدنا سليمان عندما اراد ان يأتى بعرش بلقيس ملكة سبأ فأستعرض عفريت من الجن قوته و قال 

 {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}[النمل: 38، 39].

مقام سيدنا سليمان يعنى بها مجلسه ، وكان من الظهر إلى العصر ، فكان العفريت يستعرض قوته و أمانته في ان يحضر العرش في هذا الوقت 

حتى تأتي القوة الأعظم التي ذكرت بالقرآن في الآية التي تليها 

 قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40 )

قيل في هذا الشخص القوي في تفسير القرطبي  انه آصف بن برخيا  ابن خالة سليمان وكان عنده موهبة تفوق اقوى القوى الموجودة في العالم ولم تكن العلم العلمي بل كانت معرفة اسم الله الأعظم و الدعاء به

أي انه ببساطة كان مستجاب الدعاء عند الله تعالى 

وهنا تكمن قوة الأنسان ، كما قال الشيخ وسيم يوسف ان اقوى انسان في العالم هو من تستجاب دعوته عند الله تعالى ، فلا يقهره قاهر ولا يجبره جبّار . 

قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن اسم الله الأعظم الذي دعا به آصف بن برخيا يا حي يا قيوم ) 

هذه القوة في يد كل انسان ، بعد نعمة من الله تعالى وقبولا.. فما السبيل لقوة استجابة الدعاء ؟ 

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ( البقرة : 186 ) ) 

ولاحظ ان في هذه الآية خطاب مباشر من الله تعالى للبشرية ، فلم تكن الآية ان اخبرهم انني اجيب دعوة الداع ، بل قال الله تعالى " فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " 

فكيف السبيل لإستجابة الدعوة الحقيقية ؟ 

أجتهدت في ذلك حتى توصلت لنقاط بسيطة ، لعلي أصيب فهو من عند الله و لعلي أخطأ فهو من نفسي والشيطان. 

اولاُ : حسن الظن بالله ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى :( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .

 الظن هو التركيز على ما تريد ، فدائماً كن صاحب إيمان متجدد بأن ما ستطلبه من الله ستحصل عليه آجلاً ام عاجلاً .. فلو كنت في ضائقة لا تشك في لحظة ان الله لن يفرجها عنك ..  فلا تشك أبداً وكن ساذجاً في حسن ظنك بالله  كما قال صلاح الراشد في هذا الخصوص.. 

ثانياً : كثرة الدعاء للآخرين ، فتخيل انك مع كل دعاء يدعوا لك ملكاً ولك مثله !! فتكسب بدل الأجر الواحد أجرين و خيرين .. فما الذي يمنعك من الدعاء لأخوانك المسلمين و اخواتك ؟ 

ثالثاً : الطمأنينة و السكينة مهمة جداً وهي مرتبطة بحسن الظن بالله .. فقد قال الله تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]

و السكينة مهمة في هذا الخصوص ، حتى يصعد منك كلاماً وفعلاً طيباً إلى الله تعالى ممزوجاً بحسن ظنك و إيمانك الصارم في عفو الله و رحمته و مغفرته و عطاءه .. 

القوة هي في الدعاء ، و حسن الظن بإن الله تعالى مجيب الدعوة قريب لنا كحبل الوريد .. فقط إيمانك بهذا الشيء سيجعل منك شخصاً أقوى .. 

وفي النهاية اضع لكم رابط مميز لأستاذي صلاح الراشد في ما يخص حسن الظن بالله 

لا تنسوني من صالح دعائكم ،،،