05‏/12‏/2018

الجانب الأسود من معارض الكتب ~

لا يمكن لشيء أن يصف الصدمة العاطفية التي تعرضت لها عند تعاملي مع معارض الكتاب كمهمة عمل أكثر من كونها نزهة!!
والكثير الكثير في هذه التدوينة التي لم أكن لأكتبها سوى لأن شخصاً ذو قيمة كبيرة لدي طلب مني ذلك في وقت متأخر من هذا اليوم.. 

بسم الله الرحمن الرحيم..

مذ كنت صغيرة لا أملك في محفظتي المخبأة تحت مخدتي سوى عشرة ريالات وأنا أحلم ان اشتري كل كتب معرض الكتاب.. وفي كل عام يكبر الحلم الذي اعتقدت أنه خلود السعادة و أبدية المعرفة.. 
والآن.. وفي عامي السادس والعشرون،   لدي من الميزانية المخصصة  لمعرض الكتاب ما حلمت به يوماً  وأكثر مما تخيلت.. ولكن.. لا أود ولا أطيق أن اتعامل مع أي من بائعي الكتب في معارض الكتاب!!

يا للمفارقة، نرسل دعواتنا للسماء و نفقد أملنا أنها تستجاب.. 
وعندما تتأخر استجابتها نظن اننا من المغضوب عليهم..
و حين استجابتها و تحقيقها نميل إلى الصدمة الكبرى أنها كانت أكثر سواداً فاق أفق احداث الثقوب السوداء الذي يبعج الوقت و المكان و يجعلك تذوب في عالم وقتك الخاص.. 

الآن ، اصبحت حذرة جداً من كل أمنياتي و دعواتي لأنني أدرك انها مستجابة وهذه نعمة تتطلب مني الحكمة في طلب ما أريده حقاُ.. لا ما أعتقد أنني افتقده!! 

رجوعاً إلى كابوس معرض الكتاب، سابقاً في طفولتي التي اتمنى ان تنتهي اثارها و دعواتها على مسار حياتي، كنت قارئة و أستمتع في محادثاتي مع دور النشر ظناً مني أن ما يقولون هو الحقيقة التي لا يشوبها شك او كذب.. كيف يمكن لشخص أن يكذب علي و هو البائع لكتب الصدق و المنجاة من العذاب و الركوض إلى الجنة!

اما الآن، بفضل من الله و دعوات صادقة من الاهل قرابةً و اصدقاءً .. و تشجيعاً و دعما من المعلمين الرسميين و الغير رسميين..
أصبحت أخصائية معلومات في أحد أكبر و اضخم مكتبة في الشرق الاوسط.. مكتبة قطر الوطنية..
ومن مهام عملي الأساسية هو تطوير المحتوى و المصادر و اختيار الأفضل منها لزوار مكتبتنا و مستخدميها.. 
وهذا بالطبع يتضمن زيارات إلى دور النشر في معرض الكتاب والتعامل معهم بشكل رسمي لتقييم محتوى الكتب لديهم، و شراء الأفضل منها لمكتبتنا.. 

وأثناء آداء هذه المهمة، اكتشفت ان صناعة الكتب هي من أسوء الصناعات التي فقدت هيبتها واحترامها في الدول العربية. حيث ان الكذب و الخداع هو السمة الاساسية في أغلب التعاملات التجارية 

كلما قمت بزيارة موقع goodreads ورأيت كمية الكتب المتداولة بين القراء ، أرى ان حصولهم عليها قد لا يكون لبقاً و طيباً و راقياً مثل ما توقعت.. 

يا لبشاعه بعض أخلاقهم !! كيف يمكن لبائع كتب أن يحسد البائع الذي بجانبه على رزقه او أن يتجرأ على قول أنه كاذب أو انه يبيع كتباً تالفة!! 
يا للمستوى الفظيع الذي يمكن أن يصل له الانسان حتى يبيع علماً مزيفاً، في أن يلاحق موظفين المكتبات وكأنهم سفهاء لا يفقهون في اختيار الكتب شيئاً و يحاسبهم على عدم المرور من أمام 

كلما رجعت إلى البيت، غسلت يدي أكثر من مرة حتى أطهرها من إمساكي الكتب الزائفة. هل يعقل أن يكون للكتاب هذا الوادي المظلم السحيق ؟ 

من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...