31‏/12‏/2013

وداعاً 2013 .. تعلمت منك الكثير.. الكثير .. شكراً

من المستغرب انني ازور هذه النافذة في هذا اليوم الأخير من عام 2013 .. 
و من المستغرب أنني أزورها و الأمتحانات النهائية للفصل الدراسي خريف 2013  ستبدأ بالغد ، و من المستغرب انني منذ دخلت هذه الجامعة أصبحت أكتب أقل من ذي قبل .. أشعر أكثر من ذي قبل .. و أعبر أقل من ذي قبل .. 

فمن المنطق الذي كنت أعتنقه سابقاً ، عندما كنت خارج غيبوبتي الأكاديمية ، أنه كلما شعرت أكثر كلما عبرت و كتبت أكثر و أكثر ..
 ولي شواهد و براهين مخبأة في ملفات كمبيوتري و رسائل تراكمت في بريد الآخرين الألكتروني .. لكن سبحان من تتغير الحقائق و البراهين بتغير الزمان و المكان بإرادته .. 

لكن ، كمية المشاعر التي خرجت مني و الإنفعالات التي تفجرت من داخلي و الأخرى التي أقتربت مني كانت مهولة في هذه السنة الماضية.. كان أول يوم في هذه السنة مليء بمشاعر الغيرة على ممتلكاتي و الحيرة في أمري .. 
و أخر هذه المشاعر في أخر يوم لهذه السنة هو الحب و الأمتنان لتلك التي أرتني في سطح هاتفها الآيفون أنها وضعت مدونتي أمام اعينها تقرأها من حين لآخر .. كان هذا الموقف قبل أيام عندما نزلت معها من ذلك الباص الذي يقودنا إلى أبواب مكتبتنا البعيدة في حرم الجامعة ، كان هذا الاعتراف منها بمثابة نقل دماء ملهمة لجسدي فقير الدم .. 

أعلم انني تغيرت في هذه السنة أكثر من اللواتي كن قبلها بكثير  ، كما تغيرت تلك الكتب التي أقرأها و الاجهزة التي أستخدمها و تفاصيل أسلوب حياتي و أهتماماتي .. أعلم أنني أكبر يوماً بعد يوم .. و أتمنى أن ينضج من هم حولي معي دون التخلي عن مبادئهم السليمة و اعتقاداتهم الإيجابية.. 


للصور فائدة عظيمة جداً .. فقد راجعت تلك الصور الممتلئة في هاتفي الآيفون لعام 2013 لملاحظة تعابير وجهي المختلفة ، الأبتسامات الزائفة في بداية أشهرها .. النظرة العميقة في منتصفها .. و أنبساط الوجه في أخرها .. 

تعبت من الحكم على الأشياء من حولي ، الأشخاص و الأحداث و الأشياء ليست أحادية اللون .. بل أنها رمادية في أغلب الأحيان .. 

هذه السنة ، أريدها أن تكون سنة التطوير ، بعد سنة التغيير التي تمر بي كل خمسة أعوام و ها هي تجسدت العام المنطوي .. 

اطنان الكتب التي حملتها بين يدي ، وتحملت ثقلها بتحمل المرأة في شهرها التاسع ، رغبة و محبة في ما بين صفحاتها .. سأقرأها هذا العام جميعها ,, حتى لا يأتي ديسمبر القادم و عقدة الذنب في قلبي تمنعني من شراء المزيد من الكتب بحجة أنني لم أقرأ ما أقتنيته سابقاً 


الحمدلله ، أن رزقني تلك العائلة .. التي يقتضي بثقافة مجتمعنا أن لا أتحدث عنها و لا أثني على شيء منها أبداً امام العامة .. 
لذلك و أحتراماً لهذه الثقافة 
شكراً ، لتلك النفوس البيضاء التي جعلت هذه السنة رائعة بكل لحظاتها ، شكراً لكل المفاجئات التي حضرتموها لي .. شكراً لتلك الأكلات التي اجبرتموني أن أكلها .. شكراً على تلك الدعوات التي أرسلتموها للسماء حفظاً وعنايةً لي .. 
شكراً لمن أرسلت لها عبارة سلبية أنانية تعبيراً عن غضبي و استيائي من موقف ما ... و قابلتها بكل إيثار بكلمة إيجابية أخرى.. 
شكراً لمن كان صادقاً معي بعيوبه و نواقصه و مشاكله و كآبته ... و أحترم مكاني في حياته و لم يرتدي قناعاً لماعاً ليخفي مشاكله عني .. 
شكراً .. لهؤلاء الأساتذة اللذين لم أتخيل لطافتهم .. لم أتخيل كرمهم .. لم أتخيل روعتهم .. 
شكراً .. لكل من سهّل لي طريقاً كان بيده أن يدلني على غيره الشائك .. 
شكراً لتلك الهدايا التي ملئت زوايا مكتبي في هذه السنة ، شكراً انها اعجبت أصحابي فأهدوني شرف أقتنائها منهم .. 
شكراً على من أثبتوا لي أن الخير باق في الدنيا سواء أمنت به أم لم تأمن .. 
شكراً لمن قدّر حروفي و كرّمها بجائزة تقديرية او شهادة فخرية .. 
شكراً .. لكل الملائكة التي تحفظني من بين يدي ومن حولي .. 
و الحمدلله أن رزقني هذا العمر لأقضيه ممتناً .. واعياً .. مفكراً .. 




من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...