12‏/11‏/2012

شيئاً في بداية عامي العشرون..


لم اتوقع أن الحياة الجامعية بهذا الشكل المتقلب ,
لم أتوقع ان كل شيء قد تكون بنيته بنفسك لا يدمره او يمرضه سواك .. 
لم اتوقع ان أجمل الفرص تأتي من أحلك الأوقات ظلماً .. 
كنت أتوقع ان الإيجابية حصانة دائمة .. و أننا ما دمنا في يوماُ نرى الدنيا ملونة فأنها ستبقى كذلك .. 
كلمة الوعي ، لم اظنها بهذا التشعب بهذا التعقيد و هذا التسلسل.. 
و لم اظن ان الإنسان القوي بذاته هو ذاته الضعيف بنفسه .. 
لم أؤمن يوماً ان للعاطفة قوة جبارة جداً تجعل جميع الحدود المكانية والزمانية شيئاً تافهاُ .. 
و أن الأحساس بالآخرين قد يفوق الطبطبة على اكتافهم و الأستماع لهمومهم ..
بل هو الإنصات لدقات قلوبهم قبل أن يدركوها و يعلموا معناها .. 
ان الفوقية ليست سوى تحتية للذات ، وأننا بمساعدة الآخرين لنا نكون جزأ منهم ليس تحتهم .. 
وأن اليد التي تساعدك على النهوض أصدق بكثير من تلك التي تصافحك و تعانقك عند الوصول لهدفك .. 
ان البكاء من أجل شيء يحزنك يجعلك أنساناً لكن البكاء من اجل دموع الأخرين الداخلية هي الإنسانية الصادقة 
.. 
ان الاصدقاء ليسوا سوى ارواح تتحمل تفاهاتك و هفواتك .. ورغم كل شيء تمسك بيدك قبل ان تقع .. 
وهم كنزاً لا تجده في كل وقت و كل حين .. وأن لم تكن لديك القدرة على الحفاظ على اقدمهم ، لن تدوم علاقتك بأجددهم..

لم اكن اصدق بوجود شيء اسمه مزاج او انفعال ، كنت اعتقده اسطورة من اساطير علم النفس و حجة واهية يرفعها كل متعاجز عن اداء وظيفته بشكل كامل في وجه  من يطالبه ، حتى لامست الواقع بنفسي .. وكان السبب عضوي بالبداية و لكنني اؤمن ان تذوق الألم يجعلك اكثر قدرة على تخفيف آلام الآخرين.. 
هذه ليست دعوة لتعذيب الذات ، إنما عدم الاعتراض على الأقدار التي تصيبنا بحكمة من الله تعالى .. 

ان العلوم التي نتعلمها ليست لها معنى الا اذا جعلنا وجودها في يومنا حقيقة واقعة.. 

وأن تّنوم عقلك بنفسك ،  و تترك لقلبك النبض وحده شيئاً متعباُ وبه مخاطرة
 ,, لكن لا بد من حصوله في وقت من اوقات حياتك .. 
والأجمل ان لا تختار هذا الوقت ، و يأتيك كميلاد جديد لكيانك .. 

ان القرب الكبير من الآخرين ، يعني معرفة اشياء أكثر ، تتحمل صبراُ اكبر .. و حكمة و قلباً اقدر . 
لذلك ، لا يسع الأنسان ان يكون قريباُ من كل الناس . . وإلا سيفقد طاقته في ان يكون انساناُ معهم جميعهم .. او مع ذاته .. 


ان الحكمة ليست في الأنجاز وحده ، بل بأختيار الوقت المناسب له . . 
في وقت تكون قد اطمئنت على استقرار من حولك .. 

وأن تختار ولادتك القادمة من جديد .. 

والانجاز الحقيقي ليست في الوصول للقمة التي تريدها ، لكن بالحفاظ عليها واقفاُ ..
فالجلوس قد يصبح مرضاُ ،، الأهم أن تعي بذلك .. 

تعلمت ان تسقّط نفسك خير لك من أن يوقعك الأخرين بعرقلتهم . 
و أنّ الصداقة الحقيقة في الوقوف مع صاحبك في الأوقات الصعبة ليست كلاماُ تزينه القصص الخيالية ، بل هو شعوراُ حقيقياً لا تشعر به سوى عند العيش في لحظاته .. 

ان الصدق هو المنجاة ، و الكذب ليس سوى تأجيل قبيح للحقيقة .. 

الحياة الجامعية تتطلب المثابرة و تحمل الضغوط و ضبط الذات فوق كل شيء .. 
والأهم الحفاظ على معدنك من ان يتمازج بالشوائب المنتشرة في اجزاءها .. 
ستكون اجمل سنواتي ، لكنني اخترت ان تكون اصعبها في بدايتها حتى تكون أجملها في نهايتها 
ان لا أقف في منصة التخرج أن شاء الله و في قلبي امنية
 " ليتني قمت بهذا .. ليتني أنجزت هذا .. ليتني أجتهدت أكثر ، أو اخترت شيئاً اكبر . " 

أن النية هي اساس كل شيء ، و هي جزأ كبير وراء بركة الأشياء في حياة الإنسان 
و ان تهذيبها أصعب بكثير من تهذيب السلوك .. 
نسأل الله الثبات و المصداقية فيها .. 

ان MARAAYEM@ تلهمني دائماُ ، وأن الكيمياء المتواجدة بين حرفي  و حرفها لم تبدله الأيام أو السنوات 
فكأنها الأمس القريب عندما كنت أعبر لها عن خلجات صدري في الثانوي .. 
وتقرأني دون ملل ، بل و تجيبني بطول الكلمات الذي يرضيني . . 



قد تكون أفكاراُ خارجة عن نطاق المألوف لكنها المألوف القادم بالنسبة لي .. 







من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...