13‏/02‏/2022

من شفيلد أحييكم .. ١

اليوم هو اجازة الاسبوع في شفيلد، مدينتي التي حلمت بالدراسة في جامعتها العريق منذ أربع سنوات، مهما اتاحت لي الفرصة للحديث عن الصعوبات التي مررت بها للتواجد هنا.. لن أفي الحقيقة حقها.. 

على القدر الذي اعتقدت انني املك من الصلابة النفسية المقدار الكافي لتحدي الظروف الغير متوقعة، إلا أن ما حدث لي في سبيل فرصة التعلم كان أشبه بصقل الماء ليصبح حجراً .. 

بدأ الحلم منذ بدأ دراستي لماجستير المكتبات، ٢٠١٦ ، كان عاماً نويت فيه أنني لن اجرؤ على اتخاذ أول خطواتي فيه دون النية الصادقة للإكمال لما بعدها. احببت المكتبات وعلوم المعلومات التي من شأنها أن تمكّن المجتمعات والأفراد ليكونوا أفضل نسخة من أنفسهم. بحثت في الأنترنت عن أفضل الجامعات في هذا التخصص. وجدت جامعة شفيلد التي تحتل المركز الأول حسب تقييم الجامعات QS في هذا التخصص، لم اجرؤ على التقديم لها. ظناً انها المعجزة التي لا يمكن أن تتحقق. كانت هذه الافكار تنتابني كلما نظرت إلى التقويم و وجدت فيه العد التنازلي لتسليم بحث الماجستير. قمت بمراسلة الجامعة الأم لجامعتي التي انخرطت بها لرسالة الماجستير، كلية لندن الجامعية. 

كانت ردودهم تتسم بالمماطلة وتضييع الوقت والانتظار الذي لا يفيه انتظار، من مشرف إلى مشرف.. وقتها كنت للتو التحقت بالعمل في مكتبة قطر الوطنية و أعلنت نيتي لدراسة الدكتوراة لمديرتي آنذاك - خريجة شفيلد - والتي شجعتني بنفسها وأدركت جديتي في هذه النية. كانت تحاول أن تقنعني بالدراسة في شفيلد بدلاً من كلية لندن الجامعية ولكن القدر قد وقف في صفها دون أن تبذل مجهوداً. 

ما تملكه شفيلد هو الجو المحفز للدراسة، مدينة جامعية بسيطة في نظر محبي الصخب والتسوق، ليست مكاناً محبباً لذوي الجنسيات الخليجية والذين يفضلون العيش في مدينة مثل لندن او مانشستر بدلاً من شفيلد اللطيفة. 

كنت أقلق وقتها أن يكون شريك الحياة الذي تخبأه لي حياتي معارضاً او جاهلاً لعظيم الفرصة في إكمال تعليمي. 

كنت أقلق ايضاً من مخاوفي على أخي الاصغر الذي كان من المخطط ان يذهب معي لقضاء أول سنة من الدكتوراة ، ويقوم بدوره بدراسة اللغة الانجليزية. 

كانت الكوابيس تزورني في أيام انتظار ردود المشرفين المحتملين في كلية لندن الجامعية، ماذا لو احتاجتني والدتي لظروفها الصحية ولم أكن بجانبها؟ ماذا لو رغب أبي أن يتناول العشاء مفتقداً اصغر فتياته أمامه تجلس وتدعي أن العشاء وجبة هامة في يومها المزدحم؟ 

كل هذه المخاوف لم تكن حقيقة، بل ما واجهته كان شيئاً يفوق التخطيط والحسبان. 

رغم كل ما تخطيته بالصبر واحتساب الأجر والدعاء.. اسأل الله أن يديم النعم التي لم ادرك احتمالية حدوثها ولم أتخيل أن تحدث. 


من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...