05‏/11‏/2009

ذكريات ,, عن المخدرات ~

أستنتجت , أن الأنسان عندما ينخرط في الحياة العملية يبعد عن ذاته كثيراً ..

فيبقى جفاف قلمه أمراً طبيعياً ..

لذلك , وبهدف إعادة نطاق الخدمة

لأكتب من جديد

يجب

أن أقراأ من جديد ..







قرأت ذكرياتي وكتاباتي البسيطة القديمة ..


منها موضوع كتبته عن المخدرات , هي ليست موضوع إنما قصة قصيرة بسيطة خفيفة



أستيقظ , تثاقلت رموشه على عينه ..نهض على صوت الآذان الشجي  وعقارب الساعه تلدغ الخامسة فجراً , تجاهلها , غطى نصف جسده المتهالك وأكمل نومه ,, متهرباً من فريضته . . مخطئاً في حق الله ..ويتصاعد شخيره  دقيقة تلو الأخرى..
ينهض متأخراً قرابة الساعة العاشرة صباحاً على صوت  ذات القلب النقي وهي واقفة على فراشه  تدعو الله أن يهديه , رمقها بنظرة الغضب الغريبة ونهض عن فراشه واتجه إلى الخلاء.
أما هي , فسقطت دمعتها الحارقه على الأرض حيرةً وقهراً على حال ابنها قابضة على قلبها الغض  وأتجهت للمطبخ لتعد الأفطار او الغداء لأبنها الوحيد..
, وفي ذات الوقت مد الصبي اليافع  يده  تحت صنبور الماء وفجأة أطلق صرخة ألم
 " آآآآآآآآآه  " أحترقت يداه من حرارة الماء المفاجئة وكأنما تخاطرت دموع امه مع رذاذ الماء وأتحدا بقوة حرارة قلبها..

سارع ليمسك أقرب منديلاً لتهدئة جلده , نظر إلى وجهه وقطرات الماء تتنافس لتصل  إلى ذقنه الخفيف . حدث نفسه قائلاً : إلى متى ؟؟
 لا ماء ولا صابون يغسل ضيقتي ؟؟
إلى متى ؟؟.

دخل غرفته  المظلمة ,رغم بزوغ الشمس الغاضبة  أرتدى ملابسه البيضاء والتقط مفتاح السيارة والهاتف " القتال" وأسرع خارجاً من البيت .
دخل سيارته متسائلاً .. أين سأذهب اليوم ؟
 إلى الجامعة لأبقى رهينة ,  
أم للمزرعة ال ..
قرر بعد تردد ان ينطلق بعيداً إلى مزرعة الهلاك .
 سلك الطريق الصعب , ذو الأودية المنهالة من كل جانب .
وصل بسلام 
.و أطلق مزمار سيارته الفخمة للحارس الذي أسرع لفتح البوابة ليدخل أحمد للمزرعة متهوراً ..
يتصل بصديقه " خالد " : خالد انا بالمزرعه تعال رأسي يوجعني .
خالد : ثواني وأوصل..محتاج رواقة..؟؟
أحمد : أكيد ..

ويأتي خالد الملقب بال " خالد "   ومعه مضخات السموم الأبرية ..

دخل خالد وكر الموت الرطب ,
والعتمة أحتفال للظلام ..
تجاهل أشباح الرحيل الحتمية التي كانت سابقاً تسيطر على تصرفاته " الطائرة "

دخله والهدوء لم يحرك سوى ساكن العناكب المتجمهرة فوق سقف الملحق,
 المكان مقرف تفوح منه رائحة الدخان القاتلة الغامقة ,
 وتغص حاوية القمامة بمخلفات طبية وبقايا طعام مهمل ومشروبات مسكوبة تغذى على سكرها نمل المنطقة باكمله..
تجمعت الحشرات في هذا الملحق وأنشات مساكنها  وكأنها تترقب موت أحد ما لتمتص دماءه المسمومة

رأى خالد مصدر رزقه الوحيد صديقه المزعوم " أحمد "
 وكأن الأرهاق أكل من جسده حتى شبع ..

 حدق بوجهه : حموودة انا وصلت شفيك !! ؟
أحمد : تعبان رجيتك رووقني ..
خالد : ليه ما كفتك رواقة أمس على العموم احمد ربك اني حاسب حسابك اليوم

جهز الطالح أحمد عدة الأنقاذ الهلاكي لصديقه حموودة ولكنه هذه المرة نسي مقياس جرعات أكسير الموت فوضع جرعة عشوائية داخل الأبرة المؤلمة ونظف يد أحمد بصابونة قذرة

وما لبث حتى أدخل أبرته

فخرَ سجين نفسه , يرتجف

..
خالد : حموودة , مو ناقص مقالبك , حموود قوم قوم ..سقطت الأبرة المملوئة على الأرض .
تجردت كل مشاعر الصداقة من قلب الخالد , وكأن قيود الأنانية تحطمت ,

سابق الريح بركضه , باحثاً عن سيارته المتهالكة والآيلة للوقوف الأبدي .
ولكن
لمح سيارة صديقه اللامعة المخملية
 فثار جبروت الأستغلال وغذته غريزة الطمع .
 وأرجعته لأحمد..
 ليبحث عن مفتاح النجاة
  فأخذه  وأرمق حموودة نظرة شفقة منكسرة
 ممزوجة بمشاعر الحسد واللوم .
أنطلق متخوفاً بسيارة الفيراري عبر طرق الهلاك الخطرة ..
احمد سبح في بحر كوابيسه ,

 رأى شلالات الحزن على ذاك الخد القشدي من جبل الحسرة..
 رأى نفسه
 وقد كفن جسده بقماش أبيض ووضع في حفرة جدرانها التراب
وسقفها الصخر ...
أحس بهذه الحفرة تضيق وتضيق على أضلعه المتجمدة .
تضيق وتضيق
 حتى يوقفها رذاذ الماء المتساقط على وجه أحمد من يد حارس المزرعة العجوز .. ألتقط أنفاسه المتهالكة بين يدي الحارس 
 الذي ما لبث حتى أنفجر دموعه تهنىء أحمد على سلامته  
أستغرب وملأه شعور الفرح بأن ما رآه كان أضغاث احلام او غيره .. ولم يكن واقعاً ومصيراً محتوماً ..
جلس أحمد واستند على الحائط وطلب ماءً ينعش بها نفسه , أسرع الحارس وجلب له الكوب الأبيض فشرب ..

سأل أحمد الحارس : شللي صار ؟

الحارس : ما عرف يا ولدي بس شفت خالد صديقك أخذ سيارتك بسرعه وشكيت بالموضوع  وتجرأت لأول مرة أدخل هالملحق ولقيتك طايح ٍ فيه ..

رفع أحمد رأسه لجوف السماء صارخاً : الحمدلله يا رب ... يا رب تب علي يارب تب علي ..

في نفس اللحظة وجدت سيارة الفيراري على طريق المزرعة الخطر تحت وطأة أحد ناقلات البضائع 
 تصاعدت أنفاس خالد مودعة محيط الذنوب الذي غرق به وتلك الرقاب التي ضاعت بذمته ..
يا أحمد , أحمد ربك.

سرت هذه الحادثة ونشرت سريعاً بين اواسط المجتمع الراقي " المحافظ "

أحمد رجع إلى أمه رجعة التائب وتنفس الصعداء ولو بعد فترة طويلة من الضياع والهلاك ..
أحمد مازال يدعو بالمغفرة لصديقه المرحوم خالد الذي مات محترقاً بذنوبه قبل أن يحترق ببنزين السيارة ..وأنا لله وأنا أليه راجعون ..



تحية طيبة إلى كل أم دعت لأبنها دعوة صادقة
تحية طيبة إلى كل شاب أهتدي بعد الضياع
تحية طيبة إلى كل حارس أنقذ حياة شبابنا..


يا سالكاً لهذا الطريق هل فكرت ؟؟
 هل فكرت أن تخدر آلامك او ظغوطك بصلاة خاشعة ..
 بدلاً  من السموم والنفوس الطامعة ؟؟
يا مدمناً إلى أين ستصل ؟؟
 أين هي قمتك ؟
 واين ضاعت همتك ؟؟
رباه .. أهدي كل مدمن إلى طريق الأستقامة ..
وقربه اللهم من وصل أرحامه ..

اللهم آآمين يا رب العالمين ..

 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اضف رأيك ~

من شفيلد أحييكم .. ٢

 في بعض المرات، تخونني الذاكرة فلا أدرك ما الذي حدث قبل الآخر ؟  كل ما اتذكره أن اول معضلة كانت.. الحصول على مشرف يتبنى فكرة البحث الخاصة بي...